الدردشة
من أعلام ديراستيا المبدعين الشاعر الدكتور عبد اللطيف عقل
(1943 - 1998)
من منا أبناء فلسطين عامة وأبناء محافظة سلفيت وبلدة ديراستيا لا يعرف المغفور له بإذن الله الشاعر الدكتور عبداللطيف عقل باعتباره رحمه الله كان صرحا ثقافيا كبيرا متميزا بالعطاء والتضحية خلال حياته، وقدم الكثير من الأعمال الأدبية التي ما تزال تسكن الذاكرة حتى الآن وعلى رأسها مسرحيته المبدعة "البلاد طلبت أهلها".
لقد كان رحمه الله دائم الحركة والعطاء وجعل من تلاميذه وطلابه ايجابيين في تعاملهم حيث كان يكره الاتكال والخرافة، وكان لموته وهو في عز عطائه وتوهجه الإنساني أثره البالغ على صعيد الحركتين الثقافية والأكاديمية حيث عّز نعيه على الجميع.
الدكتور عبد اللطيف عطا سليمان عقل (فلسطين)، ولد عام 1943 في دير استيا التي كانت تتبع مدينة نابلس في فترة من الفترات، وحصل على ليسانس الآداب 1966، وماجستير ودكتوراه علم النفس الاجتماعي من الولايات المتحدة الأمريكية 1977.
عمل مدرساً في ثانويات فلسطين وجامعة بيت لحم وجامعة النجاح في نابلس ونائباً لرئيس تلك الجامعة وأستاذاً مشاركاً بها 1992، رأس مركز السراج للثقافة والفنون والمسرح ولجنة العضوية والقراءة في اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وحصل على عدد من الجوائز في علم النفس الاجتماعي والمسرحية.
أعماله الشعرية : شواطئ القمر (مكتبة الحياة، بيروت، 1964م)، أغاني القمة والقاع (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1972م)، هي أو الموت (مكتب الصحافة الفلسطيني، نابلس، 1973م)، قصائد عن حب لا يعرف الرحمة (منشورات صلاح الدين، القدس، 1975م)، الأطفال يطاردون الجراد (منشورات صلاح الدين، القدس، 1976م)، حوارية الحزن الواحد (منشورات مجلة العودة، القدس، 1985م)، الحسن بن زريق ما زال يرحل (منشورات السراج، القدس، 1986م)، قلب للبحر الميت (قبرص، 1990م)، بيان العار والرجوع (القدس، 1992م).
وأعماله المسرحية كثيرة جدا وهي المفتاح (مجلة البيادر الأدبي، القدس، 1976م)، العرس (منشورات دار العامل، رام الله، 1980م)، تشريقة بني مازن (منشورات مجلة العودة، عمّان، 1985م)، البلاد طلبت أهلها (دار الكرمل، عمان، 1989م)، محاكمة فنس بن شعفاط (عمّان، 1991م).
كما ان له عدة دراسات وهي الإهدار التربوي (هيوستن، 1983م)، علم النفس الاجتماعي (مكتبة النصر التجارية، الطبعة الأولى، نابلس، 1985م)، سرّ العصفور الأزرق (منشورات الصوت، الناصرة، 1985م).
وله عدة مخطوطات وهي الوصيّة، المخيّم، الحرب النفسية: دراسة في سيكولوجية العدوان الإسرائيلي، الاغتراب والتحدي: دراسة في تطوّر الذات الوطنية الفلسطينية.
وظهر نجم الراحل الأدبي والفني وهو في جامعة دمشق عام 1964 حيث بدأ في نشر بواكير شعره وصدرت مجموعته الشعرية الأولى "شواطئ القمر" ثم عاد إلى الوطن وعمل في التدريس مما اتاح له إقامة شبكة علاقات مع تلاميذه حيث كان يغرس فيهم حب التضحية ونزع الخوف ونبذ الاتكالية والعجز وأصبح الاستيعاب يقود الى نتيجة حتمية عند طلاب عبد اللطيف عقل سواء على مقاعد الدراسة في المدارس الثانوية أو الجامعات وهو استيعاب التحدي وبناء الشخصية الوطنية وبناء الذات.
كان المرحوم شاعرا عصاميا قريبا إلى الناس يتحسس آلامهم وآمالهم وكان كثير الزيارات لمن يخطر على باله فتراه دائم التنقل من المدينة إلى القرية والمخيم لكي يستفسر عن تلميذ درسّه أو أن يلتقي بأحد المثقفين أو الكتاّب أو الأدباء أو لكي ينجز عملا أدبيا وكانت ذاكرته قوية جدا وأعطته شخصيته المتميزة طابعا خاصا.
ومن أقواله رحمه الله عندما عاد من أمريكا عام 1983 حيث قال " رمزا لم اذهب إلى أمريكا ولست عائدا إلى فلسطين ودعني اكرر، أنهم واقصدهم كلهم بدون استثناء قد تآمروا ويتآمرون وأنهم قد نجحوا كما يظنون أنهم قد اخذوا الفلسطيني – أكثر الفلسطينيين – من فلسطين ولكني ارجوهم كل الرجاء أن لا يعتقدوا وحتى حين يمتعهم السكر أنهم يستطيعون اخذ فلسطين من فلسطيني واحد لان فلسطين هي حالتنا العقلية وإذا كان ذلك كذلك وهو كذلك بالفعل فان العودة أمر حتمي ونحن بفعل الرعب وإيجابياته نتأكد ونؤكد كل ساعات الليل والمذابح أنهم لن يأخذوا فلسطين منا بل أنهم يؤكدون أنها فينا بمقدار ما يأخذوننا منها "
ويقول أيضا " أن شعور الفلسطيني بالتعب خيانة للرفقة الحيوية التي بدأت تجرف العفن والتخلف منذ قرن تقريبا إلا أنها لم تبلغ قمة عطائها بعد فهل يجوز لنا أن نتعب وهذا الزمن ليس زمن السقوط وليس زمن الكارثة ولكنه زمن الرمز أن العالم يرشحنا بطولته بالدم ولان الوطن لان فلسطين هي جغرافيا الروح الفلسطينية.
[/b]
