المجتمع الدولي وإنقاذ أطفال فلسطين .. رسالة مفتوحة إلى المسؤولين في «اليونسكو»
--------------------------------------------------------------------------------
في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لأقسى محنة انسانية، ويعيش في ظروف بالغة الخطورة، شديدة الوطأة، تهدد مصيره كله ومصير الاجيال الفلسطينية المقبلة، اخاطبكم في هذه الرسالة المفتوحة، مناشدا فيكم ضميركم الاخلاقي والمهني باعتباركم ترأسون اكبر منظمة دولية تعنى بشؤون التربية والتعليم والعلم والثقافة على الصعيد العالمي، مما يجعلها بحق، الضمير الثقافي للعالم بأسره.
إن منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونيسكو ـ التي تتولون قيادتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ العالم، مدعوة وبالحاح شديد، الى ان تتحرك بالاتجاه الصحيح، وتتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه اطفال الشعب الفلسطيني وشبابه الذين يتعرضون للحرمان الكامل والمطلق، من التمتع بحقهم الانساني والقانوني والطبيعي الذي يكفله لهم القانون الدولي والمواثيق والاعلانات والاوفاق الدولية المعنية، في التعليم في جميع مراحله ومستوياته، وذلك من جراء الحرب العدوانية الارهابية البشعة التي يشنها عليه (الجيش الاسرائيلي) بأوامر رسمية من رئيس الحكومة الاسرائيلية أرييل شارون الذي يرتكب افظع الجرائم ضد الانسانية، امام مرأى العالم، وعلى مسمعه.
وكما ترون فان مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني، ذكورا وإناثا، قد حرموا قسرا وتحت الظروف البالغة الصعوبة التي فرضتها السلطات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية عموما، من الالتحاق بالمدارس والثانويات والكليات الجامعية والمعاهد الفنية والمهنية والعليا في جميع انحاء فلسطين، سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة، في المدن وفي القرى والارياف، مما دفع بهم جميعا الى الضياع، وقذف بهم الى أتون البؤس والحرمان.
وقد اضحى جليا ان ما يمارسه رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون في الاراضي الفلسطينية، هو بكل المقاييس الاخلاقية والانسانية، والمعايير القانونية والسياسية، جرائم بشعة ضد الانسانية، يدخل جانب منها في نطاق اختصاصات اليونيسكو بحكم مسؤولياتها إزاء المجتمعات الانسانية كافة، سواء في زمن السلم او الحرب، وفي ظل استقلال الشعوب او الاحتلال الاستعماري لها، وهو الامر الذي يقتضي منكم ـ اخلاقا وقانونا ـ ان تبادروا الى اتخاذ ما ترونه مناسبا، سواء في اطار اختصاصكم، او بالتنسيق مع المجلس التنفيذي لليونيسكو ومع رئاسة المؤتمر العام، من اجل انقاذ ابناء فلسطين وبناتها من العدوان الذي تشنه عليهم حكومة اسرائيل، الدولة العضو في اليونيسكو، والعمل سريعا، على كفالة حق التعليم لهم جميعا من دون استثناء إعمالا لميثاق اليونيسكو، ولميثاق الامم المتحدة، والاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ان هذا الوضع الخطير جدا الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في هذه الايام العصيبة، واخص بالذكر منه في هذه الرسالة، التلاميذ والطلبة الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم أربعمائة الف طفل وشاب من الذكور والإناث، يتطلب منكم، بصفتكم مديرا عاما لليونيسكو، ان تمارسوا الضغط على حكومة اسرائيل من خلال وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية واللجنة الوطنية الاسرائيلية لليونيسكو، من اجل رفع المعاناة عن التلاميذ والطلبة الفلسطينيين المحرومين من التمتع بحقهم المشروع في التعليم الحر المفتوح من دون قيود تفرضها الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها السلطات الاسرائيلية ضدهم.
ان مصداقية اليونيسكو تتعرض اليوم لاختبار لا يخامرني شك في قدرتكم على اجتيازه بأمان، نظرا الى ما عهد فيكم من حنكة ودراية وحصافة رأي وشجاعة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، مزودين بخلفية حضارية ومرجعية ثقافية مستوحاة من حضارة بلدكم العريق في احترامه للمبادئ الاخلاقية الانسانية.
وأخالكم تشاطرونني الرأي في ان الحضارة الانسانية مهددة تهديدا مباشرا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية، من جراء الحرب العدوانية المتوحشة التي يشنها رئيس وزراء اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والتي يذهب ضحيتها الاطفال والشباب والنساء والشيوخ والمرضى والعجزة والمعوقون، والتي تلحق افدح الضرر بالمؤسسات التعليمية والثقافية من مدارس وكليات ومعاهد ومتاحف وآثار انسانية خالدة ومكتبات عمومية ومراكز ثقافية ونواد أدبية ومؤسسات اعلامية وصحافية في عموم الاراضي الفلسطينية. إن العالم يتطلع الى موقف شجاع تتخذونه لتقديم العون السريع والدعم الكافي للطلبة والتلاميذ الفلسطينيين، الذين يجب ان تفتح المدارس والكليات في وجوههم، حتى يواصلوا دراستهم في جو من الاطمئنان، وذلك كله مرهون بالضغط على حكومة اسرائيل بشتى الوسائل، من اجل ايقاف عدوانها المستمر منذ شهور على الشعب الفلسطيني، وحتى تنسحب قواتها العسكرية من جميع الاراضي الفلسطينية ليتاح لأطفال فلسطين ولشبابها، التمتع الكامل غير المنقوص بحقهم في متابعة التعليم في جميع المراحل والمستويات من دون استثناء.
لقد تحركتم قبل فترة وجيزة، تحركا سريعا على العديد من المستويات الدولية، من اجل انقاذ التماثيل في أفغانستان باعتبارها إرثا انسانيا تاريخيا، وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ متضامنة معكم في حملتكم تلك، واليوم حان الوقت لتقوموا بتحرك إنساني عاجل من اجل انقاذ حياة ملايين الفلسطينيين المهددة بالفناء ومن اجل انقاذ الحضارة الانسانية المهددة بالدمار والخراب في الاراضي الفلسطينية، ومن اجل إنقاذ التلاميذ الفلسطينيين المحرومين من حق التعليم. وستجدون ـ سيادة المدير العام ـ المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ـ الى جانبكم، مساندة، وداعمة لمواقفكم الانسانية التي نتطلع الى اتخاذها فورا.
إن اليونيسكو التي تعتبر الضمير الثقافي للعالم، ستتعزز جهودها بالايسيسكو التي وصفها جلالة العاهل المغربي رئيس لجنة القدس، بأنها الضمير الثقافي للعالم الاسلامي.
فتحركوا، فان العالم كله يتطلع اليوم الى تحركاتكم في إطار اختصاصات وظيفتكم الدولية، ووفاء بالتزاماتكم القانونية والاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي ينتظر منكم المبادرة الفورية الى حشد الرأي العام وتعبئة المجتمع الدولي الممثل في اليونيسكو، من أجل إنقاذه من ويلات الحرب التي يسلطها عليه شارون، ضاربا عرض الحائط بالقوانين الدولية، وبالمبادئ الانسانية التي تأسست اليونيسكو في عام 1945 لتعزيزها ولإقامة العلاقات الدولية على أساسها لبناء الأسس المتينة للمستقبل الافضل للبشرية وللحفاظ على السلم والامن الدوليين، وكل ذلك يدخل ضمن مهامكم، وينص عليه ميثاق منظمتكم اليونيسكو
--------------------------------------------------------------------------------
في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لأقسى محنة انسانية، ويعيش في ظروف بالغة الخطورة، شديدة الوطأة، تهدد مصيره كله ومصير الاجيال الفلسطينية المقبلة، اخاطبكم في هذه الرسالة المفتوحة، مناشدا فيكم ضميركم الاخلاقي والمهني باعتباركم ترأسون اكبر منظمة دولية تعنى بشؤون التربية والتعليم والعلم والثقافة على الصعيد العالمي، مما يجعلها بحق، الضمير الثقافي للعالم بأسره.
إن منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونيسكو ـ التي تتولون قيادتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ العالم، مدعوة وبالحاح شديد، الى ان تتحرك بالاتجاه الصحيح، وتتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه اطفال الشعب الفلسطيني وشبابه الذين يتعرضون للحرمان الكامل والمطلق، من التمتع بحقهم الانساني والقانوني والطبيعي الذي يكفله لهم القانون الدولي والمواثيق والاعلانات والاوفاق الدولية المعنية، في التعليم في جميع مراحله ومستوياته، وذلك من جراء الحرب العدوانية الارهابية البشعة التي يشنها عليه (الجيش الاسرائيلي) بأوامر رسمية من رئيس الحكومة الاسرائيلية أرييل شارون الذي يرتكب افظع الجرائم ضد الانسانية، امام مرأى العالم، وعلى مسمعه.
وكما ترون فان مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني، ذكورا وإناثا، قد حرموا قسرا وتحت الظروف البالغة الصعوبة التي فرضتها السلطات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية عموما، من الالتحاق بالمدارس والثانويات والكليات الجامعية والمعاهد الفنية والمهنية والعليا في جميع انحاء فلسطين، سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة، في المدن وفي القرى والارياف، مما دفع بهم جميعا الى الضياع، وقذف بهم الى أتون البؤس والحرمان.
وقد اضحى جليا ان ما يمارسه رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون في الاراضي الفلسطينية، هو بكل المقاييس الاخلاقية والانسانية، والمعايير القانونية والسياسية، جرائم بشعة ضد الانسانية، يدخل جانب منها في نطاق اختصاصات اليونيسكو بحكم مسؤولياتها إزاء المجتمعات الانسانية كافة، سواء في زمن السلم او الحرب، وفي ظل استقلال الشعوب او الاحتلال الاستعماري لها، وهو الامر الذي يقتضي منكم ـ اخلاقا وقانونا ـ ان تبادروا الى اتخاذ ما ترونه مناسبا، سواء في اطار اختصاصكم، او بالتنسيق مع المجلس التنفيذي لليونيسكو ومع رئاسة المؤتمر العام، من اجل انقاذ ابناء فلسطين وبناتها من العدوان الذي تشنه عليهم حكومة اسرائيل، الدولة العضو في اليونيسكو، والعمل سريعا، على كفالة حق التعليم لهم جميعا من دون استثناء إعمالا لميثاق اليونيسكو، ولميثاق الامم المتحدة، والاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ان هذا الوضع الخطير جدا الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في هذه الايام العصيبة، واخص بالذكر منه في هذه الرسالة، التلاميذ والطلبة الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم أربعمائة الف طفل وشاب من الذكور والإناث، يتطلب منكم، بصفتكم مديرا عاما لليونيسكو، ان تمارسوا الضغط على حكومة اسرائيل من خلال وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية واللجنة الوطنية الاسرائيلية لليونيسكو، من اجل رفع المعاناة عن التلاميذ والطلبة الفلسطينيين المحرومين من التمتع بحقهم المشروع في التعليم الحر المفتوح من دون قيود تفرضها الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها السلطات الاسرائيلية ضدهم.
ان مصداقية اليونيسكو تتعرض اليوم لاختبار لا يخامرني شك في قدرتكم على اجتيازه بأمان، نظرا الى ما عهد فيكم من حنكة ودراية وحصافة رأي وشجاعة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، مزودين بخلفية حضارية ومرجعية ثقافية مستوحاة من حضارة بلدكم العريق في احترامه للمبادئ الاخلاقية الانسانية.
وأخالكم تشاطرونني الرأي في ان الحضارة الانسانية مهددة تهديدا مباشرا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية، من جراء الحرب العدوانية المتوحشة التي يشنها رئيس وزراء اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والتي يذهب ضحيتها الاطفال والشباب والنساء والشيوخ والمرضى والعجزة والمعوقون، والتي تلحق افدح الضرر بالمؤسسات التعليمية والثقافية من مدارس وكليات ومعاهد ومتاحف وآثار انسانية خالدة ومكتبات عمومية ومراكز ثقافية ونواد أدبية ومؤسسات اعلامية وصحافية في عموم الاراضي الفلسطينية. إن العالم يتطلع الى موقف شجاع تتخذونه لتقديم العون السريع والدعم الكافي للطلبة والتلاميذ الفلسطينيين، الذين يجب ان تفتح المدارس والكليات في وجوههم، حتى يواصلوا دراستهم في جو من الاطمئنان، وذلك كله مرهون بالضغط على حكومة اسرائيل بشتى الوسائل، من اجل ايقاف عدوانها المستمر منذ شهور على الشعب الفلسطيني، وحتى تنسحب قواتها العسكرية من جميع الاراضي الفلسطينية ليتاح لأطفال فلسطين ولشبابها، التمتع الكامل غير المنقوص بحقهم في متابعة التعليم في جميع المراحل والمستويات من دون استثناء.
لقد تحركتم قبل فترة وجيزة، تحركا سريعا على العديد من المستويات الدولية، من اجل انقاذ التماثيل في أفغانستان باعتبارها إرثا انسانيا تاريخيا، وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ متضامنة معكم في حملتكم تلك، واليوم حان الوقت لتقوموا بتحرك إنساني عاجل من اجل انقاذ حياة ملايين الفلسطينيين المهددة بالفناء ومن اجل انقاذ الحضارة الانسانية المهددة بالدمار والخراب في الاراضي الفلسطينية، ومن اجل إنقاذ التلاميذ الفلسطينيين المحرومين من حق التعليم. وستجدون ـ سيادة المدير العام ـ المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ـ الى جانبكم، مساندة، وداعمة لمواقفكم الانسانية التي نتطلع الى اتخاذها فورا.
إن اليونيسكو التي تعتبر الضمير الثقافي للعالم، ستتعزز جهودها بالايسيسكو التي وصفها جلالة العاهل المغربي رئيس لجنة القدس، بأنها الضمير الثقافي للعالم الاسلامي.
فتحركوا، فان العالم كله يتطلع اليوم الى تحركاتكم في إطار اختصاصات وظيفتكم الدولية، ووفاء بالتزاماتكم القانونية والاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي ينتظر منكم المبادرة الفورية الى حشد الرأي العام وتعبئة المجتمع الدولي الممثل في اليونيسكو، من أجل إنقاذه من ويلات الحرب التي يسلطها عليه شارون، ضاربا عرض الحائط بالقوانين الدولية، وبالمبادئ الانسانية التي تأسست اليونيسكو في عام 1945 لتعزيزها ولإقامة العلاقات الدولية على أساسها لبناء الأسس المتينة للمستقبل الافضل للبشرية وللحفاظ على السلم والامن الدوليين، وكل ذلك يدخل ضمن مهامكم، وينص عليه ميثاق منظمتكم اليونيسكو