سهير البابلي لـ »الراية«
الفن رسالة جميلة يشوهها العري وخدش الحياء
القاهرة - الراية - خالد السيد
قلب حبيبة« أعادها بعد 10 سنوات من الاعتزال
استمتع براحة البال وعصبيتي انتهت ولا أسهر كثيراً إلا لقراءة القرآن
كنت قبل الإعتزال عصبية ودائمة القلق ومريضة
أنا لست متشددة ولا متزمتة فالدين يسر وأعيش حياتي هادئة
كنت قبل الإعتزال عصبية ودائمة القلق ومريضة
أنا لست متشددة ولا متزمتة فالدين يسر وأعيش حياتي هادئة
سأوظف فني سلاحاً لإصلاح المجتمع والأسرة والشباب
عندما أعلنت الفنانة الكبيرة سهير البابلي اعتزالها للفن منذ أكثر من عشر سنوات كانت في قمة عطائها الفني وكانت تتربع على قمة عرش المسرح الكوميدي الهادف بلا منافس ومما لا شك فيه انها تركت فراغاً كبيراً في حياتنا الفنية خاصة في المسرح الكوميدي الذي عاش جمهورها منذ اعتزالها على ذكر أعمالها الرائعة وفنها الراقي - سهير البابلي أو الحاجة سهير عادت مرة ثانية للفن من خلال مسلسل »قلب حبيبة» »الراية« التقتها في حوار صريح تناولنا فيه سبب الاعتزال وسبب الرجوع ورأيها في الفن الآن والمسرح أيضاً وعلاقتها بالوسط الفني وذكرياتها مع أكبر الفنانين الراحلين والحاليين ورؤيتها فيما يحدث وحدث للوطن العربي وما الذي يمكن ان يقدمه الفنان والفن للمجتمع الاسلامي والعربي كل هذه الاسئلة نتعرف على اجابتها من خلال الحوار التالي:
في البداية هل تتذكرين تلك الليلة التي وقفت فيها على خشبة المسرح لآخر مرة قبل ان تعلني قرار اعتزالك ؟
الحقيقة انني لا أتذكر أي شيء عن هذه الليلة وقد نسيت بالفعل كل أحداثها تماماً ولا أتذكر سوى اسم المسرحية التي كنت أمثل فيها وهي مسرحية »عطية الارهابية« هذا كل ما اتذكره والحمد لله رب العالمين.
كيف كان قرار اعتزالك الفن ؟ وما الاسباب التي دعتك الى الاعتزال المفاجئ؟
كل ما أتذكره انني استيقظت من نومي في هذه الليلة التي شهدت آخر عروض المسرحية وكنت في حجرة نومي بالتحديد وفوجئت بأنني أؤدي صلاة الفجر حاضراً لأول مرة في حياتي وأديتها في خشوع ورهبة تامة وبكيت كما لم أبك في حياتي من قبل وسجدت لله سبحانه وتعالى حوالي سبع دقائق متواصلة ودعوته عزوجل كثيراً ولا أتذكر حالياً بماذا كنت أدعوه ولا ماذا قلت له في هذه الليلة وان كنت اتذكر فقط بكائي الشديد وشكري الكثير لله على ما هداني اليه وعندما دخلت علي في حجرتي ابنتي نيفين ومعها ابنتها وحفيدتي سارة ومديرة أعمالي نوال وهي قريبتي في نفس الوقت وجدوني جميعاً جالسة على الارض وأنا أضع يدي على خدي ولا أدري بشيء مما يدور حولي واصابتهن الدهشة وتبادلن نظرات حائرة ونظرت الى ابنتي نيفين وطلبت منها الطرحة التي كانت ترتديها ووضعتها على رأسي وشعري وارتديت الحجاب ونظرت الى نفسي في المرآة وقلت بصوت عالي ينم عن سعادة وارتياح - »الله الله« ومنذ هذه اللحظة الرائعة في حياتي وأنا أرتدي الحجاب والحمد لله.
وماذا كان رد فعل ابنتك نيفين في هذه اللحظة ؟
عندما وضعت الطرحة على شعري قالت لي ابنتي لابد ان تفكري جيداً في هذه الخطوة الكبيرة في حياتك واحتمالات ان ترجعي فيها انها ليست مجرد مسرحية تعتذرين عنها وينتهي الامر وأتمنى لك التوفيق وأثناء حواري معها قطع رنين جرس التليفون كلامنا ورفعت نيفين السماعة وسمعتها تقول أهلا يا حجة شهيرة وكانت المتحدثة هي الفنانة المعتزلة شهيرة زوجة الفنان محمود ياسين سألتها شهيرة هل الحاجة سهير موجودة؟ فضحكت نيفين وقالت أمي لم تحج بعد فردت شهيرة ان شاء الله سوف تحج لقد رأيت لها رؤيا جميلة وهنا التقطت سماعة التليفون من بين يدي نيفين وقلت أهلا شهيرة يمكنك ان تعلني من الآن ان سهير البابلي اعتزلت العمل الفني وارتدت الحجاب وفي اليوم التالي مباشرة نشرت الصحف المصرية والعربية خبر اعتزالي.
وهل فكرت قبل ذلك في الاعتزال ؟
كنت بالفعل قد فكرت قبل ذلك في الاعتزال بسبب ما حدث للمسرح المصري خاصة المسرح الكوميدي من انحدار وإسفاف ولكن الله سبحانه وتعالى أراد ان يكون اعتزالي في هذا التوقيت بالذات الذي اقتنعت فيه بضرورة ارتداء الحجاب وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وإذا كان قرار الاعتزال من أصعب القرارات التي اتخذتها فقد كان قرار ارتداء الحجاب من أسهل قرارات حياتي وأحلاها
وكيف كنت تعيشين حياتك قبل الحجاب ؟
كنت عصبية ودائمة القلق ومريضة معظم الوقت أو على الاقل أرى نفسي مريضة وكنت متوترة اتحدث بصوت مرتفع دائماً وكان الكلام الجارح والالفاظ القاسية جزءاً من أسلوبي في التعامل مع الآخرين والمحيطين بي وكذلك كانت السخرية من الآخرين في كثير من الاحيان وكان الشك يتملكني أسهر كثيراً ولا أقرأ الا نصوص مسرحياتي وأعمالي الفنية وكان الآخرون يخدمونني في كل المجالات بينما انا بعيدة عن الناس تماماً واذا أردت انجاز أي عمل استخدم التليفون فقط .
وبعد الاعتزال والحجاب ؟
انتهت عصبيتى الى حد كبير حيث لم يعد احد يراني عصبية الا نادراً وزال القلق عندى وانتهى الشك تماماً من حياتى وانخفضت حدة صوتى بنسبة 75 % وتغيرت تعاملاتي مع الناس جميعاً وتحولت من متكلمة جيدة جداً الى مستمعه جيدة جداً .. وبصراحة استمتع الآن في حياتي براحة البال لا اسهر كثيراً الا لقراءة القرآن الكريم والقراءات الدينية فقط والآن اشتري كل متطلباتي بنفسي واتعامل مع الناس بشكل مباشر وفي كلا الحالتين احتفظ بالقلب النقي والتلقائية في تصرفاتي والشفافية في احساسي وتعاملاتي، وحياتي اصبحت مرحلتين الاولى قبل الاعتزال وفيها اجزاء من الظلام كبعض مشاهد من بعض الاعمال الفنية والحمد لله انتقلت الى مرحلة النور والخير وأنا سعيدة بحياتي جداً وأحس بأنني اعيش اقرب الى الله بعدما ابتعدت كثيراً عنه وأرى ان معظم مشاكلنا كمصريين وكعرب سوف نجد حلاً لو اتجهنا الى الله سبحانه وتعالى وطبقنا سنة رسوله »صلى الله عليه وسلم« وأنا لست متشددة ولا متزمتة فالدين يسر وأعيش حياتي هادئة.
وبعد الاعتزال والحجاب ؟
انتهت عصبيتى الى حد كبير حيث لم يعد احد يراني عصبية الا نادراً وزال القلق عندى وانتهى الشك تماماً من حياتى وانخفضت حدة صوتى بنسبة 75 % وتغيرت تعاملاتي مع الناس جميعاً وتحولت من متكلمة جيدة جداً الى مستمعه جيدة جداً .. وبصراحة استمتع الآن في حياتي براحة البال لا اسهر كثيراً الا لقراءة القرآن الكريم والقراءات الدينية فقط والآن اشتري كل متطلباتي بنفسي واتعامل مع الناس بشكل مباشر وفي كلا الحالتين احتفظ بالقلب النقي والتلقائية في تصرفاتي والشفافية في احساسي وتعاملاتي، وحياتي اصبحت مرحلتين الاولى قبل الاعتزال وفيها اجزاء من الظلام كبعض مشاهد من بعض الاعمال الفنية والحمد لله انتقلت الى مرحلة النور والخير وأنا سعيدة بحياتي جداً وأحس بأنني اعيش اقرب الى الله بعدما ابتعدت كثيراً عنه وأرى ان معظم مشاكلنا كمصريين وكعرب سوف نجد حلاً لو اتجهنا الى الله سبحانه وتعالى وطبقنا سنة رسوله »صلى الله عليه وسلم« وأنا لست متشددة ولا متزمتة فالدين يسر وأعيش حياتي هادئة.
وماذا كنت تعملين خلال سنوات الاعتزال ؟
أقضي وقتي بين مصر والسعودية عندما اذهب الى الاراضى الحجازية أؤدي العمرة ولي صديقات سعوديات احضر معهن ندوات دينية نسائية ثم أواظب على درس العصر بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة واعتبر السعودية بلدي الثانى ولي صداقات كثيرة هناك ومنزل خاص بي لأنهم شعب كريم مضياف طيب وخاصة في تعاملاته مع الآخرين من العرب فهم حقاً اشقائي جميعاً. وفي مصر اقضي وقتي بين القاهرة والاسكندرية وأزور ويزورني كثير من الصديقات منهن ياسمين الخيام وهناء ثروت وسهير رمزي ونسرين وندرس معاً علوم الدين كما اسأل دائماً عن الفنانه شادية وحياتي مليئة بالحب لأبنتي واحفادى ونوال مديرة اعمالى وبنتها التي اعتبرها حفيدتي أيضاً . وأشاهد التلفزيون وبرامج الفضائيات ولكن تلك التي استفيد منها في ديني وحياتي وأعيب على الفضائيات العارية والتي تسمى بفضائيات الفديو كليب .. التي تخدش حياتنا ولا تراعي شبابنا وبناتنا لذا اطالب هؤلاء اصحاب هذه الفضائيات بأن يتقوا الله في جمهورهم ودينهم لأنهم سوف يحاسبون على كل ما يخالف ديننا الاسلامى .
كيف ترين الوضع الحالي للدراما والسينما والفنانين ؟
الفن حالياً جميل ويؤدي رسالة جيدة ولكن هناك بعض الاعمال السينمائية التي يؤديها بعض الشباب فيها ابتذال وعري وهذا شيء سيىء في حد ذاته لأن الفن رسالة وليس عري وجسد وسباق على الشهرة على حساب خدش المشاعر وخاصة الاسرة العربية .. والدراما جيدة جداً وقدمت وتقدم لنا اعمالاًً جيدة جداً وكذلك الشباب اداؤهم جيد وأتذكر منهم احمد حلمي ومنى زكي ويسرا ومصطفى شعبان وفتحي عبد الوهاب وغيرهم من الشباب الناضج الملتزم المؤدبين وأعني المحافظين على صلواتهم وحقوق الآخرين .
حدثينا عن المسلسل الذي رجعت من أجله الى الفن ؟
أنا عدت الى الفن بعد اكثر من 10 اعوام للوقوف امام الكاميرات حيث اصور مسلسلاً تلفزيونىاً بعنوان »قلب حبيبة« تأليف علي عبد القوي الغلبان وإخراج خيري بشارة حيث اجسد فيه شخصية امرأة صعيدية وأم لشابين احدهما طبيب ناجح ومستقيم في حين أخيه على النقيض تماماً وأنا مرعوبة من التجربة وكأنني أمثل لأول مرة، ويشارك في المسلسل معي فتحي عبد الوهاب وجومانا مراد و سهير رجب وهو ثالث تجارب المخرج المبدع خيري بشاره مع الدراما التلفزيونية بعد مسلسل »مسألة مبدأ« و»ملح الارض«.
الحاجة سهير البابلي حدثينا عن سبب عودتك الى الفن ؟
أنا لا أحب الايدي العاطلة ولا أجيد عمل سوى مهنتي وهي الفن ومن اجل ان اعيش حياة كريمة ولا امد يدي الى احد فهذه مهنتي ولكن سوف تكون سلاحاً لإصلاح المجتمع والشباب والاسرة العربية والمصرية على وجه الخصوص، بجانب انني احسست بأننى نضجت فنياً وتعرفت على كل جديد من حولي بجانب ما يحدث الآن في العالم جعلني افكر في توجيه رسالتي الفنية الى الشباب وإلى الام وإلى الفتاة وإلى الحكام كي يراعوا شعوبهم في النهوض بحياتهم وعلومهم وأوطانهم . ولقد استخرت الله في هذا الامر ودلني على الطريق الصحيح وأخذت رأي العلماء منهم في مصر مثل الشيخ خالد الجندي. والدكتور سهير جمجوم استاذة الشريعة والفقه والحديث، فأفتتني بأن كانت اعمالك خير فهي خير وان كنتي تشعرين بأن هذا العمل حرام فهو حرام فرجوعي تمثيل نظيف يعالج مشاكل اجتماعية وإبراز صورة هادفة .